ياباغي الخير أقبل
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين 0 وبعد 000
فإن كل لحظة تمضي، وثانية تنقضي هي جزء من عمرك، ومرصودة في صحيفة حسناتك أو سيئاتك، فاتّق الله في نفسك، واحرص على شغل أوقاتك فيما يقربك إلى ربك، ويكون سبباً لسعادتك في دنياك وآخرتك.
وإذا كان قد ذهب من شهر رمضان المبارك أكثره، فقد بقي فيه أجلّه وأخيره، لقد بقي فيه العشر الأواخر التي هي زبدته وثمرته ، فيها ليلة القدر خير من ألف شهر وألف شهر تقارب ثلاثاً وثمانين سنة وأربعة أشهر، فمن وُفّق لقيام هذه الليلة وأحياها بأنواع العبادة، فكأنه عبد الله تعالى أكثر من ثلاثاً وثمانين سنة. قال تعالى { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) } سورة الدخان* أي يفصل من اللوح المحفوظ إلى الملائكة الكاتبين كل ما هو كائن في تلك السنة من الأرزاق والآجال والخير والشر، وغير ذلك من أوامر الله المحكمة العادلة.
يقول النبي – صلى الله عليه وسلم- "وفيه ليلة خير من ألف شهر من حُرمها فقد حُرم الخير كله، ولا يُحرم خيرها إلا محروم" حديث صحيح رواه النسائي.
وفي الصحيحين أن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: التمسوها في العشر الأواخر في الوتر" أي في ليلة إحدى وعشرين، وثلاث وعشرين، وخمس وعشرين، وسبع وعشرين، وتسع وعشرين. وقد ذهب كثير من العلماء إلى أنها لا تثبت في ليلة واحدة، بل تنتقل ،اطلبوا رحمكم الله تلك الليلة : ليلة العتق والمباهاة ، ليلة القرب والمناجاة ، ليلة نزول القرآن0
لقد كان صلى الله عليه وسلم يعظّم هذه العشر، ويجتهد فيها اجتهاداً لا يجتهده في سواها، يفعل ذلك وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخّر، فما أحرانا نحن المذنبين المفرّطين المقصرين أن نقتدي به صلى الله عليه وسلم فنعرف لهذه الأيام فضلها، ونجتهد فيها، لعل الله أن يدركنا برحمته، ويسعفنا بنفحة من نفحاته، تكون سبباً لسعادتنا.
فينبغي لك أيها الحبيب أن تفرغ نفسك وأهل بيتك في هذه الأيام، وتخفّف من الاشتغال بالدنيا، وتجتهد فيها بأنواع العبادة من صلاة وقراءة قرآن ، وذكر ودعاء وصدقة، وصلة للرحم وإحسان إلى الناس، ومشاركة المسلمين في تعظيمها.
فإنها والله أيام معدودة، ما أسرع أن تنقضي، وتُطوى صحائفها، ويُختم على عملك فيها، وأنت لا تدري هل تدرك هذه العشر مرة أخرى، أم يحول بينك وبينها الموت، بل لا تدري هل تكمل هذه العشر، وتُوفّق لإتمام هذا الشهر، فالله الله بالاجتهاد فيها والحرص على اغتنام أيامها وليالها، وإنه لمن الحرمان العظيم، والخسارة الفادحة، أن نجد كثيراً من الناس، تمر بهم هذه الليالي ، وهم عنها في غفلة ،تجد بعضهم إذا جاء وقت القيام، انطرح على فراشه، ومنهم من يعتكف في الأسواق، فيمضون هذه الأوقات الثمينة فيما لا ينفعهم، فيسهرون الليل كله أو معظمه في لهو ولعب، وفيما لا فائدة فيه، أو فيه فائدة يمكن تحصيلها في وقت آخر، فلا تنسوا معركة بدر ، وفتح مكة ، واليرموك وحطين، إنها بطولات تحققت في رمضان .
فأروا الله من أنفسكم خيراً واجتهدوا في هذه الليالي المباركات، وتعرّضوا فيها للرحمات والنفحات، فإن المحروم من حُرم خير رمضان، وإن الشقي من فاته فيه المغفرة والرضوان، يقول النبي – صلى الله عليه وسلم- "رغم أنف من أدرك رمضان ثم خرج ولم يُغفر له" رواه ابن حبان والحاكم وصححه الألباني.
احرص أخي في الله أن تكون هذه العشر غير سابقاتها بالتقرب إلى الله ، واحرص على محاسبة نفسك ، فما هي العادات الحسنه التي اكتسبتها في رمضان واستمر عليها ولا تتركها، وما هي العادات السيئة التي تركتها في رمضان فعاهد نفسك على عدم العودة إليها 0 وفقنا الله وإياكم لكل ما يرضيه عنا وينفعنا في ديننا ودنيانا.
وتفضلوا بقبول فائق الحب والتقدير من إخوانكم في مراقبة حلقات البنين
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين 0 وبعد 000
فإن كل لحظة تمضي، وثانية تنقضي هي جزء من عمرك، ومرصودة في صحيفة حسناتك أو سيئاتك، فاتّق الله في نفسك، واحرص على شغل أوقاتك فيما يقربك إلى ربك، ويكون سبباً لسعادتك في دنياك وآخرتك.
وإذا كان قد ذهب من شهر رمضان المبارك أكثره، فقد بقي فيه أجلّه وأخيره، لقد بقي فيه العشر الأواخر التي هي زبدته وثمرته ، فيها ليلة القدر خير من ألف شهر وألف شهر تقارب ثلاثاً وثمانين سنة وأربعة أشهر، فمن وُفّق لقيام هذه الليلة وأحياها بأنواع العبادة، فكأنه عبد الله تعالى أكثر من ثلاثاً وثمانين سنة. قال تعالى { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) } سورة الدخان* أي يفصل من اللوح المحفوظ إلى الملائكة الكاتبين كل ما هو كائن في تلك السنة من الأرزاق والآجال والخير والشر، وغير ذلك من أوامر الله المحكمة العادلة.
يقول النبي – صلى الله عليه وسلم- "وفيه ليلة خير من ألف شهر من حُرمها فقد حُرم الخير كله، ولا يُحرم خيرها إلا محروم" حديث صحيح رواه النسائي.
وفي الصحيحين أن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: التمسوها في العشر الأواخر في الوتر" أي في ليلة إحدى وعشرين، وثلاث وعشرين، وخمس وعشرين، وسبع وعشرين، وتسع وعشرين. وقد ذهب كثير من العلماء إلى أنها لا تثبت في ليلة واحدة، بل تنتقل ،اطلبوا رحمكم الله تلك الليلة : ليلة العتق والمباهاة ، ليلة القرب والمناجاة ، ليلة نزول القرآن0
لقد كان صلى الله عليه وسلم يعظّم هذه العشر، ويجتهد فيها اجتهاداً لا يجتهده في سواها، يفعل ذلك وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخّر، فما أحرانا نحن المذنبين المفرّطين المقصرين أن نقتدي به صلى الله عليه وسلم فنعرف لهذه الأيام فضلها، ونجتهد فيها، لعل الله أن يدركنا برحمته، ويسعفنا بنفحة من نفحاته، تكون سبباً لسعادتنا.
فينبغي لك أيها الحبيب أن تفرغ نفسك وأهل بيتك في هذه الأيام، وتخفّف من الاشتغال بالدنيا، وتجتهد فيها بأنواع العبادة من صلاة وقراءة قرآن ، وذكر ودعاء وصدقة، وصلة للرحم وإحسان إلى الناس، ومشاركة المسلمين في تعظيمها.
فإنها والله أيام معدودة، ما أسرع أن تنقضي، وتُطوى صحائفها، ويُختم على عملك فيها، وأنت لا تدري هل تدرك هذه العشر مرة أخرى، أم يحول بينك وبينها الموت، بل لا تدري هل تكمل هذه العشر، وتُوفّق لإتمام هذا الشهر، فالله الله بالاجتهاد فيها والحرص على اغتنام أيامها وليالها، وإنه لمن الحرمان العظيم، والخسارة الفادحة، أن نجد كثيراً من الناس، تمر بهم هذه الليالي ، وهم عنها في غفلة ،تجد بعضهم إذا جاء وقت القيام، انطرح على فراشه، ومنهم من يعتكف في الأسواق، فيمضون هذه الأوقات الثمينة فيما لا ينفعهم، فيسهرون الليل كله أو معظمه في لهو ولعب، وفيما لا فائدة فيه، أو فيه فائدة يمكن تحصيلها في وقت آخر، فلا تنسوا معركة بدر ، وفتح مكة ، واليرموك وحطين، إنها بطولات تحققت في رمضان .
فأروا الله من أنفسكم خيراً واجتهدوا في هذه الليالي المباركات، وتعرّضوا فيها للرحمات والنفحات، فإن المحروم من حُرم خير رمضان، وإن الشقي من فاته فيه المغفرة والرضوان، يقول النبي – صلى الله عليه وسلم- "رغم أنف من أدرك رمضان ثم خرج ولم يُغفر له" رواه ابن حبان والحاكم وصححه الألباني.
احرص أخي في الله أن تكون هذه العشر غير سابقاتها بالتقرب إلى الله ، واحرص على محاسبة نفسك ، فما هي العادات الحسنه التي اكتسبتها في رمضان واستمر عليها ولا تتركها، وما هي العادات السيئة التي تركتها في رمضان فعاهد نفسك على عدم العودة إليها 0 وفقنا الله وإياكم لكل ما يرضيه عنا وينفعنا في ديننا ودنيانا.
وتفضلوا بقبول فائق الحب والتقدير من إخوانكم في مراقبة حلقات البنين